دخلت أحد محلات بيع الأعمال الفنية التي أتردد عليها من فترة لأخرى، سلـّمت على الجميع، فبادرت السيدة صاحبة هذا المحل الجميل بكل تهذيب لتعرفني بأحد الموجودين: أعرّفك أستاذ على (فلان الفلاني... فنان ألماني من أصل سوري، مبارح إجانا...) كان ذلك فيما كنت أمد يدي لمصافحة هذا الفنان قبل أن تعرّفني السيدة به.

- يا أخي لنطو هذا الملف، ونكف عن الشكوى والتذمر، فأمة "اقرأ"، لا تقرأ اليوم، والكتاب لم يعد جزءاً من اهتماماتها، وكل ما نكتبه في باب القراءة، كمن ينفخ في قربة مثقوبة.

- تصوّر: حصة الفرد العربي من القراءة، ربع صفحة في السنة!

- طيّب، هل نحن أمة مشاهدة، أي أمة فرجة؟

- نعم نحن نتفرج على مآسينا، ربع ساعة في اليوم، وبقية ساعات الليل نخصصها للأغاني والمسلسلات، وبرامج المحطات المشفّرة. ألم تنتبه إلى أن معظم بشر اليوم يستيقظون بعيون منفّخة، وأمزجة سيئة، وأن الموظفين ينامون على المكاتب، باستخدام الأضابير كمخدات؟